الرئيسية الدواوين الفائزة بجائزة دار بصمة للزجل - جائزة دار بصمة للزجل دورة المرحومة (فاطمة شبشوب)

الدواوين الفائزة بجائزة دار بصمة للزجل - جائزة دار بصمة للزجل دورة المرحومة (فاطمة شبشوب)

 


الدواوين الفائزة بجائزة دار بصمة للزجل
التقرير الختامي للجنة الخاصة
بجائزة دار بصمة للزجل
دورة المرحومة (فاطمة شبشوب)
تتألف اللجنة المكلفة بتحكيم الدواوين المشاركة في جائزة دار بصمة للزجل في نسختها الولى (دورة الزجالة الراحلة المرحومة فاطمة شبشوب) من السادة:
• الدكتور خالد مساوي: رئيسا ومقررا
• الدكتور رشيد مسيد: عضوا
• الدكتور إبراهيم قهويجي عضوا
وقد عقدت هذه اللجنة ثلاثة اجتماعات تفصيلها كالآتي:
 اجتماع يوم 03 أكتوبر 2021- خصص لتحديد المدى الزمني الذي ستشتغل فيه اللجنة من أجل تقديم تقريرها النهائي وإعلان عناوين الدواوين الثلاثة الفائزة بالجائزة. كما خصص اللقاء ذاته لتحديد طريقة اشتغال أعضاء اللجنة وضبط معايير التحكيم انسجاما مع خصوصية الزجل كجنس أدبي شعري. وقد تم التوافق، في هذا الصدد، على أن يستقلّ كل عضو بقراءته الخاصة للدواوين، وذلك بغية تحرير الفعل القرائي للأعضاء من كلّ أنواع التأثير والتأثر.
 اجتماع يوم 30 يناير 2022- وقد جاء هذا اللقاء بعد أن تسلّم أعضاء اللجنة الدواوين الخمسة التي استوفت شروط المسابقة على المستوى الشكلي. ومن أهداف هذا اللقاء تقديم الحصيلة الأولية لاشتغال أعضاء اللجنة؛ حيث قدّم كلّ عضو درجة تقدم فعل القراءة بالنسبة إليه، كما قُدِّمَت بعض الملاحظات العامة على الدواوين المقروءة. هذا واتّفق الأعضاء على عقد اجتماع أخير يوم 18 مارس من أجل تقديم التقارير النهائية والحسم في نتيجة هذه الدورة.
 اجتماع يوم 18 مارس 2022- امتدّ هذا اللقاء على مدى ثلاث ساعات تمت خلالها عملية تشريح الأعمال التي اشتغلت عليها اللجنة، وذلك على هدي المعايير التي تم التوافق حولها خلال أول اجتماع للجنة.
1ـ معيار التخييل الشعري: ومن مؤشراته حضور فعل التخييل داخل النصوص الشعرية، وتحديد درجة أصالة الصور الموظفة وانسجامها مع الرؤيا التي يصدر عنها الشعراء.
2ـ معيار اللغة: ويتعلق الأمر هنا بدرجة تخلص الزجال من اللغة العادية والمباشرة، والتحرر من كلّ صيغ التقرير اللغوي من أجل إبداع لغة قادرة على الإشارة أكثر من التوضيح والتصريح الفجّ.
3ـ معيار الإيقاع: ومقياس هذا المعيار تحرير الإيقاع من ضغط الوزن والاصطياد التعسفي للقوافي، من أجل بناء إيقاعي منسجم مع الذات ونابع من روح التجربة الشعرية حتى لا يكون النص في واد والإيقاع في واد آخر. ولعلّ الرهان على الإيقاع الداخلي بشحناته الصوتية والنبرية ودفقاته الشعورية أنسبُ المداخل إلى هذا النوع من الإيقاع.
4ـ معيار الرؤيا الشعرية: بما أنّ الشعر رؤيا نابعة من موقف فكري ومن تأمّل خاص في الوجود فإنّ من شروط الرؤيا الشعرية أن تكون أصيلة غير نابعة من تجربة أخرى، أي إنّ الرؤيا ذاتية ولا تنطلق من نموذج سابق مهما كانت درجة هذا النموذج ورتبته في الإبداع الشعري. كما أنّ من شروط هذه الرؤيا أن تكون متناغمة مع طبيعة الوسائل الشعرية التي تم تسخيرها (تخييل، لغة وأسلوب، إيقاع...)
إلى هذه المعايير إذن احتكم أعضاء اللجنة، ومن أجل ضمان مبدأ تكافؤ الفرص تم الاتفاق على مناقشة كلّ ديوان انطلاقا من التيار الذي يمثله؛ فلا يمكن تطبيق مؤشرات القصيدة الحداثية على قصيدة تقليدية ما دامت لكلّ تيار أبواب تحكم طرائق الإبداع فيه. لأجل ذلك كانت درجة الإبداعية ومستوى جوّانية التجربة وتخلصها من النزعة الخطابية الخارجية أهمّ معلَم لمناقشة المعايير السابقة.
استنادا إلى هذه المعطيات تصرّح اللجنة التي عُهِدت إليها مهمة التحكيم بالآتي:
توصلت اللجنة بخمسة دواوين بعد حجب هويات أصحابها:
• ديوان خلوة المجدوب
• ديوان عرس الريح
• ديوان رتاج الروح
• ديوان شكون شيّع الظل..؟
• ديوان متاهة.
أولا: ديوان خلوة المجدوب:
ـ استعمال عبارات مسكوكة وافدة من اللغة العادية الموظفة في المجتمع؛
ـ الإصرار على الامتلاء اللفظي من خلال الحرص على تفسير الجمل أو خلق الامتداد المنطقي والسردي للعبارات؛
ـ حضور مكثّف لنزعة الغرور عبر اعتبار الذات مصدرا لتقديم الوصايا؛
ـ خلق اصطدام تخييلي بين الذات والآخرين، مع الانتصار للذات.
ـ الإيقاع يبدأ جيدا، لكن سرعان ما يظهر التكلّف؛
ـ توجيه: ضرورة تخفيف اللغة من الحشو والزوائد، والاتجاه ناحية الكتابة الومضة مثل نص (تفدفيدة) لأن المترشح حقق فيه الصفاء المفترض في الشعر وتخلّص من الحشو.
ثانيا: ديوان عرس الريح:
حضور النزعة الخطابية والعبارات المسكوكة؛
تشغيل مفرط للقوافي الفئوية مما يعكس التكلف في بناء الإيقاع على أساس خارجي؛
الإفراط في توظيف معطيات الثقافة المحلية حّل نقطة ارتكاز النصوص من الشعرية والإبداع إلى هذه العناصر الثقافية ذاتها، وقد وجّهت انتقادات حادّة إلى بدر شاكر السياب بسبب هذا الإفراط في تشغيل عناصر الثقافة المحلية والعالمية في بعض مطولاته (المومس العمياء أنموذجا)؛
عدم التمرّس الكافي على بناء العناوين (الله يهديك آراسي عليا)؛ فمنذ العنوان يظهر النفس الاستهلاكي والتكراري للمترشح؛
إجهاض بعض الإمكانات التخييلية الواعدة على مستوى الصورة الشعرية (مثال مقطع من قصيدة الله يهديك آراسي علي، كان بالإمكان أن يستثمر المترشح إمكانات تراسل الحواس من أجل الارتقاء بمنسوب الشعرية، لكنه انتكس وعاد إلى النفَس المألوف؛
العجز عن إبداع عالم جديد برؤيا مغايرة والاكتفاء برصد مشاهد الواقع القائم وتسجيلها؛
ثالثا: ديوان رتاج الروح:
• القدرة على دمج ثقافات مختلفة في رؤيا شعرية منسجمة؛
• الاستثمار الفطن للعيطة ومكوناتها؛
• انسجام الرؤيا بين الحلم والكلمة والرمز الشعري؛
• الانطلاق من بعض الطقوس الشعبية (الفال) لبناء رؤيا شعرية متقدّمة؛
• الاشتغال على علاقة الذات بعملية الإبداع (الميتا تخييل)
• ـ خنق الصور الشعرية بالمشاهد المسكوكة الأمر الذي يخفّض الطاقة التخييلية لهذه الصور؛
• ـ انحدار المستوى الشعري بسبب النفَس الخطابي داخل النص والاعتماد المفرط على التعابير المسكوكة؛ (نموذج قصيدة لاش راجع؟ ونص ازواك ونص تسرسيبت الحروف)؛
رابعا: ديوان شكون شيّع للظل..؟
• ركوب مغامرة الميتاتخييل بطريقة تصير معها القصيدة كلها عملية تشخيص وأنسنة للقصيدة ويتوسّع بالنتيجة أف التخييل؛
• تحيين الرؤيا الشعرية بما يتماشى مع قضايا الوجود المعاصر (نموذج رؤيا تيه الإنسان وتعلقه بالظل والبحث عن التناغم والانسجام)؛
• استثمار تقنيات الاشتغال السينمائي المشهدي (تداخل الأجناس الفنية والأدبية)؛
• كتابة البياض واستثمار الإمكانات التعبيرية التي يزخر بها؛
• الاشتغال الاستراتيجي لمعطيات الإيقاع الداخلي؛
• تقنية التداخل اللغوي بطريقة منسجمة مع بنية العبارة الكلية والإيقاع الشامل؛
خامسا: ديوان متاهة:
• انسجام بنية النصوص من خلال الاشتغال على الصور الشعرية الممتدة؛
• تفعيل إمكانات شعرية التلوين؛
• الاشتغال بمنطق الشعر/ التجربة بدل الشعر/ الشهادة والحياد
• استثمار المصطلحات الهندسية من أجل هندسة القصيدة؛
• أصالة الصور الشعرية وانطلاقها من الذات؛
استنادا إلى هذه المعطيات، واستحضارا لأهمية المعايير النقدية في تحديد معالم الحكم النقدي وإخضاع الدواوين المرشحة للانتقاء المؤسس على أرضية متينة وقواعد صلبة، خلصت اللجنة العلمية إلى النتائج الآتية:
أولا: تنويهها بالمبادرة التي أقدمت عليها دار بصمة لصناعة الكتاب في شخص المبدع توفيق لبيض، وحرصها على مدّ يد العون من أجل مواصلة هذا الصرح الإبداعي الطموح.
ثانيا: تنويهها بمستوى الدواوين التي توصلت بها لجنة التحكيم، وإشادَتها بالنفَس الإبداعي للمترشحين.
ثالثا:
• إعلان ديواني (شكون شيّع الظل..؟) و(متاهة) فائزين بالجائزة الأولى لدار بصمة للزجل ـ دورة المرحومة فاطمة شبشوب ـ مناصفة؛
• إعلان ديوان (رتاج الروح) حائزا على الرتبة الثانية من هذه المسابقة؛
• إعلان ديوان (خلوة المجدوب) محتلا للرتبة الثالثة من المسابقة؛
• إعلان ديوان (عرس الريح) محتلا للرتبة الرابعة من المسابقة.
• رابعا: تتحمّل اللجنة العلمية مسؤوليتها الأدبية والأخلاقية في النتائج المعلن عنها، وتهنئ كل المشاركين وترجو مسارا موفقا لهذا المشروع الطموح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.