الرئيسية تقرير عن حفل ختام جائزة السرد اليمني وجائزة حزاوي لأدب الطفل 2022

تقرير عن حفل ختام جائزة السرد اليمني وجائزة حزاوي لأدب الطفل 2022

 


برعاية بنك اليمن والكويت ومؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية، ووسط جو حافل بالحب والبهجة ومكان حاشد بالحضور، أقام مجلس أمناء "جائزة السرد اليمني" و"جائزة حزاوي لأدب الطفل"، برئاسة الدكتورة الروائية نادية الكوكباني، حفلًا للاحتفاء بالفائزين. ولأول مرة بعد زمن طويل تمتلئ قاعة بيت الثقافة في صنعاء بحشد جماهيري يعيد للأذهان تلك الأيام التي كانت تمتلئ فيها القاعة بالحضور الكثيف، "جمهور ذكرنا بعصريات بيت الثقافة"، كما عبرت الشاعرة هدى أبلان، أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
بدأ الحفل بافتتاحية وترحيب من قبل مقدم الحفل الأستاذ ثابت القوطاري، تلاه آية من الذكر الحكيم والنشيد الوطني ثم كلمة مجلس الأمناء التي ألقتها الدكتورة الروائية نادية الكوكباني وذكرت فيها مراحل الجائزة منذ أن كانت فكرة في رأسها ومرورًا ببلورة أهدافها وإعداد مسودة مشروعها والبحث عن ممول ثم البدء بإشهار الجائزة وتلقي الأعمال إلى غيرها من المراحل التي بدأت في أغسطس 2021م وانتهت دورتها الأولى في أكتوبر 2022م. رحلة طويلة منهكة لكنها ممتعة وهي ترى نتائج الأمل الذي زرعته في الوسط الثقافي وقد أثمر مواهب كتبت من أجل الجائزة وكُتَّابًا كانوا ينتظرون هذه الفرصة لتقدح زناد إبداعهم. في كلمتها شكرت الكوكباني ممولَي الجائزة وأثنت على جهودهما في نجاحها، كما توجهت بالشكر للأستاذة بشرى الثور القائمة بالرعاية الاجتماعية في بنك اليمن والكويت وممثلة البنك في جائزة السرد اليمني، والأستاذ طارق الحاشدي وكل القائمين على الجائزتين. كما عبَّرت عن أهمية الجوائز الأدبية كمنتج ثقافي يترسخ حضوره وقيمته بالتقادم لدى المهتمين؛ أي بالاستمرار ومواصلة المهمة بإخلاص. ومن هذه الناحية تكتسب جائزة السرد اليمني وجائزة حزاوي لأدب الطفل اليوم سمعة جيدة في الأوساط المعنية ولدى كل من هو مهتم بالشأن الثقافي والأدبي. إن من شأن هذه الخطوات أن تثمر، لكن ثمار المنتجات الثقافية تنضج ببطء وتتوطد بالاستمرار والمثابرة. وما يثلج الصدر هي المشاركات المختلفة التي تلقتها الجائزة وخصوصًا من جيل الشباب الجديد الذين تشهد نصوصهم بموهبة ينبغي أن تحظى بالرعاية المتواصلة.
وفي كلمته عبر الأستاذ القدير عبدالباري طاهر، الكاتب الكبير وعضو مجلس أمناء الجائزة، عن أهمية الجوائز الأدبية وتقدير المبدعين. كما تحدث عن أثر الأدب في الثورات، وعن أهمية الأدب في حياة الشعوب، وفي رفع الوعي المجتمعي الذي لا يكون إلا به أمام ما تدعو له الجماعات الظلامية من تضييق للأدب وعدم فهم جوهره الحقيقي في إثبات الهوية وتحقيق التقدم.
وفي كلمة بنك اليمن والكويت، تحدث عمر الحيمي، مدير إدارة التطوير في البنك، عن إيمان البنك بضرورة دعم المساهمات المجتمعية والثقافية لما تحدثه من أثر في تنمية الوعي المجتمعي والنهوض بالوطن نحو الأفضل. ثم خص الإبداع بشكل عام والسرد بشكل خاص؛ كونه يمثل هوية المجتمع وخصوصيته الثقافية ولهذا دعم البنك جائزة السرد حزاوي، لما تمثله الجوائز من تحفيز على الإبداع والنشر. كما تحدث عن دور البنك في تنمية المجتمع ورعاية الأنشطة الثقافية المختلفة، التعليمية والثقافية والتراثية والرياضية والاقتصادية والصحية والإغاثية والبيئية ودعم ريادة الأعمال، إضافة إلى الأعمال الخيرية بشكل عام. ويندرج تحت كل بند مما سبق الكثير من الجهات التي تلقت الدعم من البنك مثل المكتبات والمهرجانات والمؤتمرات والمعارض ومشاريع التخرج والمراكز الصحية والجمعيات والمؤسسات والمبادرات والجوائز والمسابقات. كما عبَّر البنك في كلمته عن حسن تنظيم الحفل ورقيه والشفافية في التعاملات بين إدارة البنك وإدارة الجائزة.
حضر الحفل مدير مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية، وهي المؤسسة التي مولت جائزة حَزَاوي لأدب الطفل في دورتها الأولى. وقد تحدث عن أهمية أدب الطفل في تنشئة الأجيال ودعم المواهب، وضرورة التفكير في تغيير السلوكيات التي ظهرت مؤخرًا، مثل انجرار الأطفال نحو الإعلام المرئي والابتعاد عن القراءة.. ولهذا شجعت مؤسسة الخير جائزة أدب الطفل؛ لأنها تحث على الكتابة للطفل وتدعو للقراءة التي تعتبر أساس تقدم الشعوب. كما عبَّر الجماعي في كلمته عن دور المؤسسة ومشاريعها الكثيرة في تنمية المجتمع، وعن دور المرحوم علوان سعيد الشيباني في دعم الثقافة والمثقفين، وهو دور لم يتوقف برحيله، فما زالت قافلة الخير تسير بتويجه من روحه الحية والمخلصة لكل ما يسهم في تنمية المجتمع من النواحي كافة.
وفي الحفل ألقت الكاتبة مياسة النخلاني- الفائزة بالمركز الأول في جائزة السرد اليمني، فئة الرواية المخطوطة- كلمة الفائزين بجائزة السرد اليمني، قالت فيها: إن الجائزة أتت لتؤكد لنا جميعًا أن الإبداع سيستمر رغم الظروف القاسية التي نمر بها. وتمنت النخلاني في كلمتها أن تكون هذه الجائزة بادرة لمزيد من المسابقات الثقافية التي تحتضن وتتبنى إبداعات الشباب اليمني وتفتح المجال أمام طموحهم للمزيد من التطوير لمهاراتهم الإبداعية للوصول إلى مرحلة التمكن والاحتراف؛ فالموهبة مهما كانت قوية فهي بحاجة للدعم والمساندة المستمرة.
وفي كلمة الفائزين بجائزة حزاوي لأدب الطفل، أعاد الروائي سمير عبدالفتاح- الفائز بجائزة النص المسرحي، المعد للأطفال- الحضور إلى حكايات الجدات والأمهات والعمات التي شكلت وعينا، والتي لا تزال شذرات من تلك الحكايات باقية في ذاكرتنا وتعمل كرافد أول لنا في الكتابة للطفل بشكل خاص. كما أعادنا إلى زمن مجلات وكتب الأطفال كمعين إضافي يكمل مسيرة حكايات الجدات. وبرغم أن معظم تلك المجلات والكتب كانت ترجمة من لغات أخرى، كما قال، لكن الطفل فينا لم يميز إلا الكلمات العربية والصور الملونة والقصص الممتعة التي شكلت وعيًا إضافيًا لما كنا نتعلمه في البيت والمدرسة، ورسخت لدى كثيرين عادة القراءة، ليصل البعض منا إلى ما وصل إليه. تلك البهجة، كما قال عبدالفتاح، لم تعد متوفرة للجيل الجديد، بسبب سطوة الهواتف المحمولة والتلفزيون، إضافة إلى عدم الاهتمام بالكتابة الموجهة للطفل، وهي ثغرة أتت لتسدها جائزة حزاوي التي كانت بمثابة وميض أمل يعلن أن الكتابة للأطفال لم تندثر تماماً. وختم عبدالفتاح كلمته بالقول: إن هذه الجائزة تعد الأكبر حتى الآن في اليمن، وهي إحدى ومضات الأمل التي تجعلنا أكثر تفاؤلاً بمستقبل الكتابة بشكل عام والكتابة للأطفال بشكل خاص. وتمنى، عبدالفتاح، أن تتواصل مثل هذه المبادرات والنشاطات الداعمة لأدب الطفل بشكل خاص ولبقية فروع الأدب بشكل عام.
حضر الحفل من أعضاء مجلس الأمناء: الكاتبة مها صلاح والكاتبة نجاة باحكيم والصحفية وداد البدوي. وفي فقرة الختام تم توزيع شهادات التقدير ودروع التكريم للفائزين والإعلان عن الخطوات اللاحقة التي تنتظر الجائزة. وقد تخلل الحفل فقرات موسيقية للفنان عماد السويدي، إضافة إلى مداخلات بعض الحضور التي أثرْت الفعالية التي اتسمت بالترتيب والتنظيم. وقد صاغ الكاتب ثابت القوطاري، مقدم الحفل، كل ما سبق بأسلوب سردي مشوق يناسب روح الفعالية وذلك بابتكاره "حزوية" أبطالها الفائزون والروائية نادية الكوكباني والصحفية وداد البدوي في قصة تدور أحداثها حول دعوة أحد الفائزين لتناول الفطور يوم التكريم وما حدث خلالها من أحداث ظريفة وقعت لهم.
جدير بالذكر أن الجائزة تعد الأكبر في اليمن من حيث القيمة المالية التي تبلغ عشرة آلاف دولار وزعت على ثمانية فائزين إضافة إلى طبع الأعمال المخطوطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.